سورة الذاريات - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الذاريات)


        


{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48)}
{بِأَيْدٍ} بقوّة. والأيد والآد. القوّة. وقد آد يئيد وهو أيد {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} لقادرون، من الوسع وهو الطاقة. والموسع: القوى على الإنفاق.
وعن الحسن: لموسعون الرزق بالمطر. وقيل: جعلنا بينها وبين الأرض سعة {فَنِعْمَ الماهدون} فنعم الماهدون نحن.


{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)}
{وَمِن كُلِّ شَيْء} أي من كل شيء من الحيوان {خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} ذكراً وأنثى.
وعن الحسن: السماء والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر، والبرّ والبحر، والموت والحياة؛ فعدّد أشياء وقال: كل اثنين منها زوج، والله تعالى فرد لا مثل له {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي فعلنا ذلك كله من بناء السماء وفرش الأرض وخلق الأزواج إرادة أن تتذكروا فتعرفوا الخالق وتعبدوه.


{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)}
{ففروا إِلَى الله} أي إلى طاعته وثوابه من معصيته وعقابه، ووحدوه ولا تشركوا به شيئاً، وكرّر قوله: {إِنّى لَكُمْ مّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} عند الأمر بالطاعة والنهي عن الشرك، ليعلم أن الإيمان لا ينفع إلا مع العمل، كما أنّ العمل لا ينفع إلا مع الإيمان، وأنه لا يفوز عند الله إلا الجامع بينهما. ألا ترى إلى قوله تعالى: {لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إيمانها لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فى إيمانها خَيْرًا} [الأنعام: 158] والمعنى: قل يا محمد: ففرّوا إلى الله.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7